قصة المعجم
قصة المعجم
الطبعة الأولى
بدأت قصة المعجم في أواسط عام 1991 بفكرة طموحة طرحها رئيس مجلس الأمناء الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين في إحدى جلسات مجلس الأمناء المبكرة.. فجوبهت بمعارضة شديدة من الزملاء أعضاء مجلس الأمناء - رغم إعجابهم بالفكرة وإشادتهم بها - وذلك إشفاقًا منهم على المؤسسة الوليدة من تحمل عبء كبير يحتاج للكثير من الجهد والوقت والمال والخبرات المتخصصة.. والمؤسسة ما زالت في بدايتها تتلمس طريقها بحذر لتحقيق أهدافها المعلنة، وطالبوا بإرجاء المشروع إلى سنوات قادمة بعد أن يشتد عودها ويكتمل جهازها الفني والإداري.. لكن الأخ عبدالعزيز سعود البابطين، أصر على الفكرة ودافع عنها بحماس بالغ، انتقل منه إلى بعض الزملاء، فبدءوا التفكير بالمشروع، لكنهم طلبوا فرصة كافية للتفكير فيه ودراسته، فكان أن طلب بدوره الموافقة على البدء بالمشروع فورًا، على أن يجاور التنفيذ.. التفكير والدراسة، والتخطيط، والمراجعة، والتعديل لتصحيح المسار، وعند ذلك أخذت الجلسة مسارًا آخر حيث امتدت إلى ساعات طويلة مرهقة مليئة بالمناقشات الجادة والمثمرة التي انتهت بتصميم الاستمارة الأولى، وشرع الكاتب الصحفي الأستاذ مصطفى عبدالله - وكان حينذاك مستشارًا لرئيس مجلس الأمناء - في العمل لجمع استمارات الشعراء العرب، وبحكم صلاته، فقد استطاع الوصول إلى عدد من الشعراء في مختلف أنحاء الوطن العربي، وفي مصر على وجه الخصوص.
وقد أكد الأخ رئيس مجلس الأمناء منذ البداية على أن هذا المعجم لا يجوز أن يتعامل مع الشعراء بصفاتهم القطرية، بل بالصفة العربية العامة، وذلك من خلال ترتيب المعجم هجائيًا دون النظر لتقسيم الجنسيات والدول..
وعنــدما تشكـلت الأمـانــة العـامة للمؤسســة، سعت للاستعانة بالفنيين المختصين، فكان أولهم الأستاذ الدكتور أحمــد مختـار عـمـر المستشار الفني مسؤول التحرير، الذي تفهم المطلوب بحكم تجربته الفنية وخبرته الواسعة، فأعد دراسة أولية للمشروع ضمَّـنها تصوراته للعمل وكلفته المادية، واحتياجاته من القوى البشرية والمستلزمات الفنية، وقُدّرت المدة المطلوبة لإنجاز المعجم بأربع سنوات لجمع المادة، وتحرير السير الذاتية للشعراء، وفحص المادة الشعرية، واستكمال النواقص، وطباعة المعجم، ومراجعة الطباعة وتدقيقها. وكان من المتوقع أن يتم خلال هذه المدة جمع ما يقرب من أربعة آلاف استمارة، والاختيار من بينها لنحو ألفي شاعر بعد إجراء تصفية فنية لشعر المتقدمين. ولم يبعد الرقم الحقيقي الذي توصلنا إليه كثيراً عــن هذا التقدير، إذ بلــغ عـدد المتقدمين مــن الشعراء 3211 شاعرًا وعدد الذين وقع الاختيار عليهم 1645.
وقد أوضح رئيس مجلس أمناء المؤسسة، منذ الجلسة الأولى مع الأمانة العامة لمناقشة الجوانب التنفيذية للمعجم، رغبته الشديدة في إنجاز المشروع في مدة أقل، وبأسرع وقت ممكن، وكان توقعه الانتهاء من المشروع خلال عامين منذ بدء العمل فيه، ثم زيدت المدة عاماً ثالثًا لأسباب تتعلق باستيفاء المادة، وجمع أكبر عدد ممكن من الاستمارات واستكمال نواقص البيانات أو النماذج الشعرية، ثم زيدت المدة ستة أشهر أخرى لتحقيق الدقة في مراجعة الطباعة، وتوفير وقت لإعداد الفهارس، وعمل الإحصاءات النهائية.
عُرضتْ الدراسة التي أعدها الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر على مجلس الأمناء في اجتماعه الثاني 26/12/1991 فأقرها، كما أقر في اجتماعه الثالث 27/2/1992 تشكيل هيئة للمعجم تتولى:
1 - وضع الخطة العامة للمعجم ومتابعة تنفيذها.
2 - ترشيح المسئولين التنفيذيين في المقر الرئيسي للمعجم (الكويت) والمقرات الفرعية الأخرى (القاهرة - عمان - تونس)، والمساعدة في اختيار مندوبي المعجم في البلاد العربية، ومتابعة أعمالهم ومساعدتهم مع الجهات المعنية في الدول التي يعملون بها لتعبئة الاستمارات من قبل الشعراء في بلدانهم.
3 - إجراء التصفيات المبدئية للاستمارات التي تَرِدُ من الشعراء.
4 - التخطيط لشكل المعجم.
5 - وضع الصياغة النهائية لمحتويات المعجم.
6- الإشراف على إعداد الفهارس.
7 - الإشراف على طباعة المعجم.
ثم تبع ذلك إنشاء ثلاثة مكاتب للمؤسسة في كل من الكويت، وعمان، وتونس، إلى جانب مقر المؤسسة في القاهرة، وقد اختص كل مكتب بعدد من الدول العربية، وأنيطت به مهمة متابعة الشعراء، وتوزيع استمارات المعجم عليهم، وتكليف المندوبين ومتابعة إنجازاتهم، إضافة إلى الأعمال المتعلقة بالجائزة.
وفي الاجتماع الأول لهيئة المعجم الذي تم عقده بالكويت في الثاني عشرة من يناير 1992 قامت الهيئة بإعادة النظر في استمارة البيانات الخاصة بشعراء المعجم، واقترحت لها شكلاً جديداً تم إقراره من مجلس الأمناء في جلسة تالية.
وقامـت هيئـة المعجم فـي اجتماعها الذي عقد بالقاهرة في السـادس والعشـرين مــن فبراير 1992 وبعد أن اكتمل تشكيلها النهائي - قامت باتخاذ عدة قرارات منها:
1 - اختيار الكويت مقراً رئيسياً للمعجم، وتتفرع عنه ثلاثة مكاتب في القاهرة، وتونس، وعمان.
2 - توزيع مسئولية التعامل مع البلاد العربية على المكاتب الأربعة، وتكليف مقر المعجم بالكويت - إلى جانب تلقي الاستمارات من دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول التي لا تتبع أي فرع آخر - بمتابعة إنجازات المكاتب، وإجراء الاتصالات بجميع مسئولي الفروع.
3 - تكليف المسئولين في مكاتب المؤسسة بتزويد مركز الكويت بتقارير دورية عن إنجازاتها، وتجميع الاستمارات الواردة إليها وإرسالها شهريا إلى مقر المعجم بالكويت.
4 - الاقتصار في المرحلة الأولى من جمع الاستمارات على المراجعة الشكلية، والتصفية المبدئية، على أن يقوم كل فرع بعمل ذلك فيما يخصه من بلدان.
5 - إنشاء وحدة كمبيوتر بمقر المعجم بالكويت لتسهيل الحفظ والاستدعاء، والتصنيف، والطباعة.
6 - دعوة أعضاء هيئة المعجم بأن يتقدم كل منهم بقوائم للشعراء الذين يرى إدراج أسمائهم في المعجم، لمخاطبة من لم يقم منهم بملء استمارته.
وفي الاجتماع الثالث لهيئة المعجم الذي عقد في القاهرة بتاريخ 13/5/1992 وضعت الخطة النهائية للمعجم وذلك من واقع التجربة العملية، والممارسة الفعلية، واقتراحات الأعضاء، وقد أقر مجلس أمناء المؤسسة هذه الخطة في اجتماعه الثالث لتأخذ شكلها النهائي.
وتلا ذلك تكثيف الجهود الإعلامية في الصحف ووسائل الإعلام لدعوة الشعراء العرب في كل مكان للانضمام إلى المعجم وتعبئة الاستمارات المعدّة لهذا الغرض، واستعانت المؤسسة بمكاتبها الأربعة لتعيين مندوب - أو أكثر - للمعجم من الشعراء أو الأدباء المعروفين في كل دولة عربية وذلك لمتابعة تعبئة الاستمارات من خلال الاتصال بالشعراء في كل بلد. ومن المندوبين الذين تم تعيينهم:
1 - أحمد الطريبق أحمد 2 - أحمد فضل شبلول
3 - أيمن ميدان 4 - بلال خبيز
5 - خليل النحوي 6 - د. سمر روحي الفيصل
7 - عبدالإله عبدالقادر 8 - عبدالله مطر الجديد
9 - علي الشرقاوي 10 - عمار جحيدر
11 - محمد الأخضر السائحي 12 - محمد حسين هيثم
13 - محمد المشايخ 14 - مصطفى عوض الله بشارة
15 - محسن الكندي 16 - إبراهيم الوزان
17 - محمد عبدالقادر الفقي 18 - بيت الثقافة السوداني
وعشرات غيرهم عملوا لفترات محدودة خلال سنوات جمع المادة.
وتنفيذاًً لقرار مجلس الأمناء في اجتماعه الرابع بتاريخ 13/5/1992 فقد رافق ذلك قيام وفدين من مجلس الأمناء ومجلس هيئة المعجم بجولة في بعض الدول العربية:ـ
1 - قام الوفد الأول المكون من الأستاذ عبدالعزيز السريع، والدكتور إبراهيم عبدالله غلوم (وانضم إليهما في سورية د. علي عقله عرسان، والأستاذ تحسين بدير) بزيارة كل من:
ســورية ولبنان والأردن وسلطــنة عمــان ودولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك خلال الفترة من 16 - 25/6/1992 حيث تم خلال هذه الجولة عقد اجتماعات مع المسئولين في وزارات الثقافة في الدول المعنية، وإقامة لقاءات مفتوحة في اتحادات وروابط الأدباء مع الشعراء والكتاب، والاجتماع مع المندوبين وتسجيل بعض المقابلات الصحفية والإذاعية والتلفزيونية.
وقد لمس الوفد الترحيب الكبير بمشروع المعجم في كل لقاءاته وزياراته، والحماس الواضح نحو دعم المشروع والعمل على إنجاحه، وشعر بالسعادة البالغة، لما لقيه من اهتمام وحفاوة في البلاد التي زارها، ومن تقدير كبير من الأوساط الثقافية والأدبية لما تقوم به المؤسسة من أنشطة ثقافية، كما سجل الوفد العديد من الاقتراحات الهامة التي أثيرت من الشعراء والأدباء خلال المناقشات التي دارت معهم.
2 - قام الوفد الثاني المكون من أ.د. محمد زكي العشماوي، ود. علي الباز، والأستاذ أبوالقاسم محمد كرّو، بجولة في كل من: تونس، وموريتانيا، والمغرب خلال الفترة من 15/7/1992 - 2 ولم يتمكن من زيارة الجزائر نتيجة للظروف التي استجدت فيها خلال تلك الفترة) وقد حققت الجولة أهدافها من خلال الاجتماعات التي عقدها الوفد مع المسئولين في وزارات الثقافة واللقاءات المتعددة مع الشعراء والصحفيين، وروابط الأدباء ،واتحاداتهم، إضافة إلى زيارة بعض المؤسسات الثقافية والأدبية، والاستفادة من المقترحات العديدة التي طرحت.. كالتأكيد على ضرورة الاهتمام بشعراء المهاجر، وترجمة المعجم إلى اللغات الحيّة.
وقد كانت الجهود تبذل خلال هذه الفترة من عام 1992 لا ستكمال تعيين المندوبين، واستبدال الذين لم يتمكنوا منهم من أداء مهامهم على الوجه الأكمل أو اعتذروا عن عدم الاستمرار في عملهم، وخاصة في الدول التي واجهت المؤسسة فيها بعض الصعوبات في الوصول إلى الشعراء كما هو الحال في العراق والجزائر.
وفي 9/9/1992 أقر الاجتماع الرابع لمجلس هيئة المعجم معايير اختيار الشعراء، وفوّض الأمانة العامة في تشكيل لجنة الشعر، ووافق على توحيد الحيز المخصص لكل شاعر في المعجم وهو صفحتان متقابلتان، وأقر الاقتراحات الخاصة بتعيين بعض المندوبين في المهاجر، كما قرر تكثيف الجهود خلال الفترة التالية عن طريق الزيارات، والأمسيات الشعرية وتذليل العقبات المادية، ووضع خطة إعلامية مكثفة ووضع قائمة بأسماء الشعراء الذين اشتركوا في المعجم.
وقام السيد رئيس مجلس الأمناء الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين بتذليل كافة العقبات التي تعترض العمل، فوافق على توفير جهاز كمبيوتر في الأمانة العامة لتخزين كافة البيانات الواردة في الاستمارات، وقام بالاتصال بنفسه بعدد من الشعراء المعروفين في الوطن العربي من أجل الانضام للمعجم، وأمر بالتوسع في تعيين المندوبين، واتباع أسلوب الزيارات لبعض الدول للوصول إلى الشعراء في أماكن وجودهم وشرح أهداف المشروع لهم.
وقام بنفسه بزيارة عمل إلى لندن من أجل المعجم حيث التقى وبمعاونة المرحوم الدكتور علي شلش بعدد كبير من الشعراء العرب المقيمين في لندن وسلمهم الاستمارات لتعبئتها، بعد أن شرح لهم فكرة المعجم وأهداف المؤسسة، ثم انتقل إلى باريس لذات الغرض والتقى بعدد آخر منهم.
وكان مقر الأمانة العامة وهيئة المعجم أشبه بخلية نحل، فقد كانت تتولى تلقي الاستمارات من المكاتب والشعراء وتفريغها في بطاقات للرجوع إليها بشكل أسرع وأدق، وعقد اجتماعات مطوله لاستعراض الاستمارات المستكملة، ووضع الأسس العامة لتحرير السيرة الذاتيه للشاعر، وتشكيل لجنة فرعية لتصفية النماذج الشعرية تبعاً لعدد من الاعتبارات والمواصفات.
أما مكاتب المؤسسة في كل من القاهرة وعمان وتونس - إضافة إلى مكتب الكويت - فقد كانت تعمل على مدار الساعه للتعرف على عناوين الشعراء والاتصال بهم في مدنهم وقراهم وبواديهم ومهاجرهم، خاصة وأن مكتبي عمان وتونس لم يكن قد مضى على افتتاحهما في الاجتماع الرابع لمجلس هيئة المعجم سوى عدة أشهر فقط، وقد بلغ عدد الاستمارات التي تم جمعها حتى تاريخ هذا الاجتماع (1004) ألفاً وأربع استمارات.
وبغية التأكيد على جدية المشروع والتنويه بالمراحل التي قطعها، وإعطاء صورة عن شكل المعجم الذي تعتزم المؤسسة إصداره، وتشجيع الشعراء الذين لم يتقدموا بعد للتسجيل في المعجم، أصدرت المؤسسة النموذج التجريبي للمعجم الذي ضم عشرين شاعراً تم اختيار استماراتهم اختيارا عفوياً مع مراعاة التوزيع الإقليمي وتمثيل الأجيال، والاتجاهات الشعرية دون انتقاء أو تقييم فني، وقامت المؤسسة بتوزيع هذا النموذج على الجامعات والمؤسسات الثقافية وروابط الأدباء والكتاب واتحاداتهم، وعلى عدد كبير من الشعراء والنقاد العرب. وعلى الفور بدأت المؤسسة بمكاتبها الأربعة تتلقى مئات الرسائل من الشعراء والأدباء والنقاد في مختلف أرجاء الوطن العربي، وكانت هذه الرسائل تحمل في معظمها عبارات الثناء والمديح لهذا النموذج.
كما حملت بعض الاقتراحات صوراً من المظاهر السلبية التي يمكن تداركها، وقدم بعض آخر عدداً من الاقتراحات والتوصيات ذات الفائدة الكبيرة لهيئة المعجم.
وتناولت بعض وسائل الإعلام العربية هذا النموذج شاكرة المؤسسة على إصداره.
وقد خصص الجزء الأول من الاجتماع المشترك لمجلس الأمناء وهيئة المعجم الذي عقد بتاريخ 11/21/2991 ليكون حواراً مفتوحاً مع بعض الشعراء والنقاد الذين دعتهم المؤسسة لمناقشة النموذج التجريبي والاستفادة من ملاحظاتهم عليه، وقد أشاد السادة الشعراء والنقاد بهذا المشروع باعتباره عملاً رائدًا وخطوة ممتازة لإنصاف الشعراء، وتحقيقًا لحلم راود نفوسهم. ومما قاله أ.د. عبدالقادر القط في النموذج: «التناسق واضح، والاختيارات الشعرية مناسبة»، وقال الشاعر أحمد سويلم: «إن المعجم يحقق حلماً راود خيالنا»، وقال الدكتور عبداللطيف عبدالحليم: «أحيّي فكرة المعجم الذي سيحقق التواصل بين الشعراء»، كما طرحت بعض المقترحات ذات الفائدة ومنها:
ــ أهمية أن يتضمن المعجم إلى جانب حياة الشاعر، ما كُتِب عن شعره من دراسات وذلك بغية إلقاء الضوء على إنتاج الشاعر.
ــ الإشارة في مقدمة المعجم إلى أن النماذج المقدمة تم اختيارها من قبل الشعراء بناء على طلب هيئة المعجم.
ــ ألاّ يحرم شاعر عربي جيد من دخول المعجم، ولو لم تصدر له دواوين شعرية.
ــ النظر في إمكانية زيادة عدد الصفحات المخصصة لكبار الشعراء.
وقبل انتهاء عام 1992 قامت المؤسسة بتوجيه رسالة موحدة إلى اتحادات وروابط الكتاب والأدباء العرب، وكذلك إلى الأندية الأدبية والثقافية أوضحت فيها الهدف من إصدار المعجم، وطلبت من هذه الجهات تأييدالمشروع ومساندته.
وقد بلغ عدد الاستمارات الذي وصل إلى المؤسسة حتى 31/12/1992 (1361) استمارة
لقد استمرت جهود المؤسسة في عام 1993 للوصول إلى معظم الشعراء في الوطن العربي وخارجه، وتحرك مندوبوها إلى كل مدينة وقرية وبادية، واستخدم المندوبون والموفدون جميع وسائل النقل لهذه الغاية النبيلة ومن ذلك ركوب الحمير، والبغال، والدراجات الهوائية، والعربات، ثم القطارات والسيارات والطائرات، وكانت مكاتبها تعمل ليل نهار لمتابعة الاتصال بكل من له علاقة بالشعراء من مؤسسات ثقافية وأندية وجمعيات وروابط، وفي الأمانة العامة وابتداءً من أول يناير من عام 1993 بدأت لجنة الشعر عملها بفرز استمارات الشعراء وفحصها واستبعاد من لا يرقى إلى مستوى المعجم. وقد شكلت اللجنة برئاسة أ.د. محمد فتوح أحمد - الأستاذ بجامعة الكويت، وعضوية الأستاذين الشاعرين يعقوب السبيعي، وفيصل السعد، حيث وضعت اللجنة نصب عينيها مجموعة من الضوابط والمعايير استوحتها - في عمومها - مما سبق أن أقره مجلس الأمناء وهيئة المعجم من قواعد وأصول، وأهم هذه الضوابط:
- السلامـــة اللغويــة.
- السلامة الموسيقية.
- المستوى الجمالي والفني.
وهكذا بدأت اللجنة بفرز ما توفر من استمارات، واستبعاد الإنتاج الذي لا يرقى إلى مستوى المعجم الشعري، لهبوطه بمقياس اللغة، أو بمقياس الوزن، أو بمقياس الموضوع، أو بمقياس الفن، آخذة في الاعتبار أن أقاليم الوطن العربي يتفاوت حظها من هذه المقاييس، وأنه قد يكون مناسباً أن تكون مقاييس الاختيار من المرونة بحيث تسمح بنوع من التمثيل النسبي لشعراء الوطن العربي بمختلف أصقاعه. وقد واجهت اللجنة في عملها مصاعب كثيره كاستحالة قراءة خط بعض الشعراء الذين أرسلوا قصائدهم بخط اليد وخاصة الخط المغاربي، لعدم تعود المشرقيين على قراءته، أو لقلة الإنتاج المقدم من بعضهم الآخر.
قام وفد من المؤسسة بزيارة الجمهورية اليمنية خلال الفترة من 13/2/1993 - 10، وقد اجتمع الوفد خلال هذه الزيارة مع وزير الإعلام وشرح له مشروع المعجم وأهدافه، وطلب مساعدته في استكمال انضمام الشعراء اليمنيين إلى المعجم، كما اجتمع الوفد مع الدكتور عبدالعزيز المقالح - مدير جامعة صنعاء، ومدير مركز البحوث والدراسات في صنعاء - الذي رحب بالفكرة وأبدى استجابته التامة لها، ورشح الشاعر اليمني محمد حسين هيثم ليكون مندوباً للمؤسسة في اليمن، كما زار الوفد مقر اتحاد الكتاب اليمنيين واجتمع مع أعضاء المجلس التنفيذي، ومع عدد من الشعراء والنقاد والمهتمين حيث تم عرض موضوع المعجم عليهم، ولقي الوفد اهتماماً وترحيبًـا من الحضور.
ناقش مجلس هيئة المعجم في اجتماعه الخامس الذي عقد بتاريخ 26/3/1993 التقدير الذي أعده مكتب الكويت حول الآراء والملاحظات والمقترحات التي وردت حول النموذج التجريبي للمعجم واتخذ بشأنها عدة قرارات أهمها:
1 - إمكانية حذف جزء من القصيدة إذا دعت الضرورة، على أن يكون الحذف في حدود الاختيار المتكامل، ودون الإخلال بالقصيدة.
2 - تصحيح الأخطاء البسيطة كإضافة أو حذف حرف بما لا يغير من عمل الشاعر.
3 - استخدام الأرقام العربية الغباريّة 1، 2، 3، 4، 5..
4 - أن تتولى مكاتب المؤسسة الرجوع إلى الشعراء للتأكد من أنهم قاموا باختيار نماذجهم بأنفسهم.
5 - ألا يثبت في فهارس المعجم إلا ما صدر للشاعر فعلاً من دواوين أو مؤلفات، ولا يعتدّ بما هو تحت الطبع.
6 - استكمال بند ما كتب عن الشاعر، وذلك بالنسبة للشعراء الذين قاموا بتعبئة نموذج الاستمارة الأول الذي لم يكن يتضمن هذا البند.
كما ناقش مجلس هيئة المعجم موضوع الشعراء الذين رفضوا الانضمام إلى المعجم، وقرر حصرهم وإعادة عرض الموضوع على المجلس لاتخاذ قرار في كل حالة على حدة مع التركيز على ضرورة إعادة الاتصال بهؤلاء الشعراء وضمهم إلى المعجم.
وفي 26/5/1993 صدر قرار رئيس مجلس الأمناء رقم 115/م/ج/ب بتشكيل مكتب تحرير المعجم في الكويت برئاسة الأستاذ عبدالعزيز السريع الأمين العام للمؤسسة وعضوية:
أ.د. أحمد مختار عمر - نائباً للرئيس.
أ.د. سليمان علي الشطي - عضواً.
د. علي السيد الباز - عضواً.
أ.د. محمد فتوح أحمد - عضواً.
وكلفت الأمانة العامة الزميل عدنان بلبل الجابر القيام بأعمال السكرتارية.
وقد باشر هذا المكتب منذ تشكيله دراسة عملية التزويد التي تقوم بها المكاتب بشكل عام، وبحث سبل تذليل العقبات التي تعترض هذه العملية، وكيفية إجراء الفحص والتحرير، كما قام بتنظيم الأعمال وتوزيع الاختصاصات، وإعداد ثلاثة نماذج ورقية لضبط العمل، وتسهيل متابعة النواقص. وناقش المكتب مسألة وضع دراسات تتناول «حركة الشعر العربي المعاصر» تكون مدخلاً للمعجم، واقترح الأسماء وقد وافق مجلس الأمناء ومجلس هيئة المعجم على الأسماء المقترحه لإعداد الدراسات التي استقر الرأي عليها في مجلس هيئة المعجم، ومجلس الأمناء بغية الإحاطة بمعنى كلمة «المعاصرين» التي وُصف بها شعراء المعجم، وحيث إن الشروط تحتم كتابة الاستمارة من الشاعر بنفسه، فإن ذلك سيحرم المعجم من الكثيرين .. لذا أتت هذه الدراسات لتغطية هذا النقص بالتنويه بجهود البارزين منهم، والإشارة إلى الحركة الشعرية في مختلف الأقطار العربية. كما وافق على منهجها الذي يقوم على المحاور التالية:
أولاً: تقوم الدراسة على استعراض خريطة الشعر في المنطقة المطلوب الحديث عنها، منذ بداية النهضة الأدبية في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر وحتى اليوم، مع التركيز على حاضر الشعر ومواصفاته الآنية من خلال الشعراء الكبار الذين كان لهم دورهم في حركته وخاصة شعراء العقود الثلاثة الماضية ممن أدركهم الموت ولم يضمهم المعجم.
ثانياً : تتحرى الدراسة التطورات الكبرى والخطوط العريضة، ولا تغرق في التفصيلات أو الأسماء أو الأماكن
ثالثاً : تحاول الدراسة المطلوبة تلمس الظواهر المشتركة بين شعر البيئة، والشعر العربي ككل كي تكون النظرة إلى الشعر العربي بكل شمولها، ولكي تظهر السمات المحلية في إطار توحدها مع مثيلاتها في بقية البيئات، فربما كشف هذا عن تيارات عامة في الشعر العربي لم تظهر بكل جلائها حتى الآن.
رابعاً : الدراسة وصفية أكثر منها معيارية، وهي راصدة أكثر منها تقويمية، وينبغي التركيز على المتفق عليه من التصورات الأدبية والنقدية مع تحاشي مواطن الاختلاف ودرجات المفاضلة بين الأماكن والأشخاص ما أمكن.
خامساً: للعوامل السياسية والاجتماعية والثقافية دورها في الوصف والتفسير والتحليل، غير أنه يستحسن في مقام العوامل السياسية رصد العام والمتفق عليه منها، دون الانحياز أو شبهة الانحياز إلى فصيل سياسي أو آخر.
سادساً: يلحق الباحث بدراسته قائمة ببلوغرافية بأسماء أعلام الشعراء في النطاق الجغرافي الذي يدرسه تتضمن: الاسم وتاريخ الميلاد والوفاة ما أمكن ذلك.
كما درس المكتب الجوانب الفنية التي تتعلق بتصميم الغلاف، والطباعة، والتوزيع، واختار خمسة مصممين مشهورين من عدة دول عربية أجرى بينهم مسابقة لتصميم غلاف المعجم وصفحاته الداخلية.
وقد فاز في هذه المسابقة الفنان اللبناني محمد شمس الدين، وذلك لتميز تصميمه بالجمال والجاذبية ولقدرته على استلهام مضمون المعجم على مستوى الألوان والخطوط والأبعاد والخلفية.
ووضع المكتب خطة لتنظيم عمل فريق التصحيح والمراجعة وضبط حركة الاستمارات وذلك على النحو التالي:
1 - طبع الاستمارات بدون تشكيل.
2 - إجراء مراجعات للطباعة على أربعة مستويات هي:
أ ــ مراجعة وتصويب السيرة الذاتية.
ب ــ مراجعة وتصويب الشعر.
ج ــ المراجعة الثانية للشعر والسيرة الذاتية.
د ــ إعادة الاستمارة إلى الكمبيوتر ثم مراجعة التصويب.
3 - إرسال الاستمارات بعد طباعتها، وقبل مراجعتها النهائية إلى المكاتب لإبداء ملاحظاتها عليها.
وحرصاً من الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين رئيس مجلس الأمناء، على إشراك الشعراء العرب الذين يعيشون في لواء الإسكندرون في المعجم، فقد قام بإيفاد كل من الدكتور علي عقلة عرسان عضو مجلس الأمناء، والأستاذ تحسين إبراهيم بدير مدير مكتب عمان وعضو هيئة المعجم إلى اللواء المذكور خلال الفترة من 1993/ 7 / 19- 15 حيث زارا العديد من المدن والقرى بحثًا عن الشعراء الذين يكتبون بالعربية، ومن هذه المدن والقرى: إنطاكيا، والإسكندرون، وأضنه، والحريبات، وعبدالوهاب، والتل.. وغيرها. وعلى الرغم من بعد المسافات ووعورة الطرق، وما لاحظاه من تحفظ الشعراء والأدباء وامتناعهم من مقابلتهما خوفاً من ملاحظة المخابرات، فقد تمكنا من مقابلة بعض الشعراء واستيفاء استماراتهم. وسيجد الدارس لهذا المعجم أسماء بعض الشعراء العرب الأتراك من أبناء اللواءالمذكور الذين تم استيفاء استماراتهم بعد معاناة طويلة ومحاولات إقناع متكررة خشية من هؤلاء الشعراء أن يكون للمعجم أي صلة بالسياسة مما قد يعرضهم للمضايقات من قبل الحكومة.
في الفترة ما بين الاجتماعين الخامس والسادس لمجلس هيئة المعجم، كان العمل في مكاتب المؤسسة يسير وفقاً للخطة المرسومة له، وكانت هذه المكاتب تواصل اتصالها بالشعراء وتحاول الوصول إليهم إما عن طريقها، أو عن طريق المندوبين الموزعين في مختلف الدول العربية، وقد بلغ مجموع ما أنجزته هذه المكاتب من استمارات ما بين الاجتماعين المذكورين أي خلال الفترة
من 1/9/1993 - 16/3 (541) استمارة وقد ناقش مجلس هيئة المعجم في اجتماعه السادس 14/9/1992 نشاط المكاتب وحثها على المزيد من الجهد من أجل الوصول إلى جميع الشعراء العرب، كما اتخذ بعض القرارات المتعلقة بكتابة السيرة الذاتية للشعراء في المعجم ومنها:
أ - كتابة المقابل الميلادي لتاريخ الميلاد الهجري بالنسبة للشعراء السعوديين.
ب - إمكانية الاختصار في أسماء بعض الدول إذا كان لا يشكل لبساً.
ج - تدرج الدكتوراه الفخرية ضمن شهادات التقدير للشاعر.
د - تدرج ترجمة الأشعار إلى لغات أخرى ضمن شهادات التقدير بعد التأكد من ذلك
هـ - أسماء الشهرة التي تختلف تماماً عن الأسماء الحقيقية للشعراء تكون العنوان الرئيسي للترجمة، بينما يُدرج الاسم الحقيقي مع بداية الترجمة.
ونظرًا لقلة عدد شعراء اليمن الذين انضموا إلى المعجم حتى تاريخ الاجتماع السادس لمجلس هيئة المعجم، فقد وافق رئيس مجلس الأمناء على اقتراح الأمانة العامة بإيفاد الأستاذ تحسين إبراهيم بدير إلى الجمهورية اليمنية خلال الفترة 30/10/1993-20 ، وقد طاف خلال هذه الجولة ببعض المدن والقرى اليمنية النائية، وقابل عددًا كبيرًا من الأدباء والشعراء في اليمن. ونظرًا للظروف التي كانت سائدة وقتها فقد واجه الكثير من المصاعب في إقناع الشعراء بالانضمام إلى المعجم مما اضطره ومعه مندوب المعجم، في اليمن الشاعر محمد حسين هيثم - للقيام بزيارة عدد من الشعراء في بيوتهم، بل وتكرار زيارة هذه البيوت عدة مرات، وكانت أهم منجزات هذه الزياره:
1 - مقابلة الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح مدير جامعة صنعاء، ومدير مركز البحوث اليمني وتكليفه بإعداد دراسة عن الشعر اليمني المعاصر، لتكون ضمن مقدمة المعجم، وقد أبدى د. المقالح موافقته على ذلك.
2 - زيارة شاعر اليمن الكبير عبدالله البردوني في منزله والحصول على نبذة عن حياته وصورته الشخصية وبعض دواوينه الشعرية.
3 - زيارة مكتب وزير الإعلام الأستاذ حسن اللوزي والحصول على نبذة عن حياته وصورته الشخصية وبعض دواوينه الشعرية.
4 - زيارة مقر اتحاد الكتاب والأدباء اليمنيين في مدينة صنعاء مرتين، وحضور أمسية شعرية فيه، وتوطيد علاقات المؤسسة مع المسؤولين في هذا الاتحاد، والحصول على عدة استمارات للشعراء الذين حضروا الأمسية.
5 - تكليف أ.د. على جعفر العلاق الأستاذ بجامعة صنعاء بإعداد دراسة عن الشعر العراقي المعاصر لتكون ضمن دراسات المعجم.
6 - زيارة مدينة عدن والمناطق المحيطة بها، ومقابلة وكيل وزارة الثقافة - فرع عدن، الأستاذ فريد بركات الذي أبــدى إعجــابه بمشــروع المعجــم، واستعــداده للمســاعــدة فــي إشــراك الشعــراء اليمنيــين فــيه، إضافـــة إلـــى مقابلــة زعيم حزب التجمع اليمني الأديب عمر جاوي.
7 - حضور المؤتمر العام للكتّاب والأدباء اليمنيين - فرع عدن - ولقاء عدد من الشعراء اليمنيين والإجابة عن استفساراتهم وإشراك العديد منهم في المعجم.
8 - زيارة عدد من الشعراء في محافظة عدن في منازلهم ،وشرح مشروع المعجم لهم، والحصول على استمارات العديد منهم.
9 - توزيع المعجم التجريبي وإعلان الجائزة على المسؤولين في وزارة الثقافة واتحاد الكتاب والأدباء في فرعي صنعاء وعدن، وعلى عدد من الشعراء اليمنيين.
وقد أسفرت الزيارة عن الحصول على (30) استمارة لشعراء يمنيين ومصريين مقيمين في اليمن، واستكمال بعض النواقص والمعلومات المطلوبة عن بعض الشعراء.
وبناء على تكليف السيد رئيس مجلس الأمناء قام الأمين العام للمؤسسة بزيارة الممملكة العربية السعودية خلال الفترة من 14/11/1993-12 حيث قابل صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز - نائب الرئيس العام لرعاية الشباب بحضور كل من الأستاذ عبدالرحمن العليق - مدير عام الثقافة بالرئاسة، والأستاذ عبدالله الشهيل - مدير عام الأندية الأدبية، والأستاذ محمد الشدي - رئيس الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وقام الأمين العام خلال المقابلة بتسليم سمو الأمير خطاب السيد رئيس مجلس الأمناء، وهديته المتمثلة بإصدارات المؤسسة، وقد أبدى سمو الأمير استعداد الرئاسة العامة لرعاية الشباب لتقديم كل عون ممكن لهذا المشروع الحيوي، كما قام الأمين العام بمقابلة الأستاذ عبدالعزيز الجلال مدير عام قطاع شؤون الإنسان والبيئة بالأمانة العامة لمجلس التعاون الذي اطلع على آخر إحصائية لما ورد للمؤسسة من استمارات وأشاد طويلاً بالفكرة، وأبدى استعداد الأمانة العامة لدعمها، كما تم خلال الزيارة ترشيح الأستاذ إبراهيم الوزان مسؤول الشؤون الثقافية بالرئاسة العامة لرعاية الشباب لمتابعة الشعراء السعوديين والسعي لإنجاز استماراتهم.
وفي الفترة 21/11/1993-18 أوفدت المؤسسة الدكتور نورالدين صمود من تونس إلى الجماهيرية الليبية، وقد زار رابطة الأدباء والكتاب الليبيين، وتحدث مع بعض الشعراء كما قام بتوزيع استمارات المعجم عليهم، وزار بعض المؤسسات والهيئات الثقافية وتحدث لهم عن مشروع المعجم.
ونظراً لوعورة بعض المناطق اليمنية وعدم تغطية جميع الشعراء منها فقد أرسلت المؤسسة الزميل مدير مكتب عمان مرة ثانية إلى الجمهوريةاليمنية خلال الفترة من 28/12/1993 - 17 ورغم صعوبة الظروف اليمنية في تلك الفترة نتيجة لبعض المشاكل الداخلية فقد قام بالتنقل بين المدن والقرى اليمنية، فزار مدينة تعز، والتقى فيها بمنزل الشاعر اليمني محمد أحمد المنصور بمجموعة من الشعراء اليمنيين، الذين قاموا بتعبئة استماراتهم في هذه الجلسة، كما تنقل بعد ذلك بين إب والحديدة وصعدة وصنعاء، وزار الكثير من الشعراء في بيوتهم وشرح لهم فكرة المعجم وأهدافه وما سيقدمه للشعراء والمثقفين العرب، مؤكداً لهم أن المشروع يهدف إلى خدمة الثقافة العربية وليس له علاقة بالأمور السياسية مطلقاً، وقد أزال خلال هذه الزيارة الكثير من الأوهام التي ربطت بين المشروع والبعد السياسي، هذا وقد أسفرت هذه الزيارة - التي عرفت بأنها زيارة التنقل بين بيوت الشعراء - عن استيفاء (36) استمارة جديدة، إضافة إلى الحصول على بعض الاستكمالات والنواقص في الاستمارات المتوفرة لدى المؤسسة.
ناقش الاجتماع السابع لمجلس هيئة المعجم الذي عقد بتاريخ 29/12/1993 نشاط المكاتب ووافق على قائمة الأسماء النهائية للباحثين الذين سيكلفون بكتابة دراسات المقدمة للمعجم، كما ناقش بعض الجوانب الفنية التــي تخص المعجــم، وأقــر الملاحق والفــهــارس الخاصة به، وأحاط المجلس علــماً بــأن عدد الاستمــارات التــي تــم جمــعـهــا حتى ذلك الاجتمــاع قد بلغت (2414) استمارة.
كما بين رئيس لجنة الشعر أ.د. محمد فتوح أحمد، أن عدد الاستمارات التي تم فحصها من قبل اللجنة بلغ (2005) استمارة حتى ذلك التاريخ.
كما قام الأستاذ الدكتور أحمد مختار عمر بتحرير السير الذاتية لكل الشعراء الذين أجيزت نماذجهم الشعرية، وقام الأستاذ الدكتور سليمان الشطي بمراجعتها وتحديد النواقص فيها من خلال النماذج التي أعدت لذلك. وناقش المجلس مطولاً موضوع قصيدة النثر حيث أوصى بقبول شعراء قصيدة النثر.
وكان عام 1994 بحق هو عام المعجم، فعلى الرغم من انشغال المؤسسة بالإعداد لاحتفال الدورة الرابعة دورة «أبوالقاسم الشابي» فإنها بذلت جهودًا مضنية خلال هذا العام من أجل الوصول إلى الشعراء الذين لم تتمكن من الوصول إليهم من قبل، فقد أبدى رئيس مجلس الأمناء الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين، استعداده للذهاب إلى أي شاعر عربي، وفي أي مكان في العالم، فقد قابل الكثير من الشعراء، واتصل بعدد آخر منهم في أماكن وجودهم شارحاً لهم الهدف من إصدار المعجم، وطالبًا منهم الانضمام إليه، كما وفر جميع التسهيلات من أجل الوصول إلى الشعراء في أماكن تواجدهم.
وفي هذا الإطار قام - مدير مكتب عمان - بزيارة السودان خلال الفترة من 3/2/1994 - 23/1 وقام خلال هذه الزيارة بما يلي:
- مقابلة وزير الثقافة، حيث شرح له بصورة مفصلة الهدف من الزيارة، والمشروعات التي تقوم بتنفيذها المؤسسة لخدمة الثقافة العربية، وطلب مؤازرته في الوصول إلى الشعراء السودانيين وضمهم إلى المعجم، وقد لقي من السيد الوزير كل دعم ومباركة لمشروعات المؤسسة وخاصة مشروع المعجم.
- عقد مؤتمراً صحفياً بقاعة الاجتماعات بوزارة الثقافة السودانيه حضره عدد من محرري الصحف، وبعض الشعراء ومسؤولي وزارة الثقافة تحدث فيه عن المعجم والجائزة، وقام بالرد على استفسارات الحضور حوله.
- أجرى مقابلتين إحداهما تلفزيونية، والثانية إذاعية حول المعجم والجائزة.
- حضر في مقر «بيت الثقافة السوداني» أمسية شعرية أقيمت بمناسبة زيارته للسودان وحضرها عدد من الشعراء والأدباء.
- زار مدير مكتب التعريب السوداني الأستاذ الدكتور عبدالله الطيب في مكتبه، ودار حديث طويل حول نشاطات المؤسسة، وقد أشاد الأديب السوداني بمشروع المعجم، والقائمين عليه.
- زار جامعة الخرطوم والتقى مع مدير دار النشر فيها.
- زار مقر المجلس الوطني الانتقالي (مجلس النواب) والتقى ببعض الشعراء من أعضائه.
- قام يرافقه الأستاذ مصطفى عبدالله - مندوب بيت الثقافة السوداني بجوله على منازل بعض الشعراء في مدينة الخرطوم، وأم درمان من أجل استيفاء استماراتهم.
- قام بتوزيع المعجم التجريبي على عدد من الأدباء والشعراء والمؤسسات الثقافية والصحف المحلية في السودان.
وقد أسفرت الزيارة عن استيفاء (27) استمارة للمعجم، كما اتفق مع رئيس مجلس أمناء بيت الثقافة اللواء عبدالحي محجوب، وأمينه العام الأستاذ السموأل خلف الله على أن يكون البيت مندوباً للمؤسسة في السودان، وقد أخذ البيت فعلاً بدعوة الشعراء من خلال الإذاعة والتلفزيون والصحف المحلية لمراجعته واستيفاء استمارة المعجم، ومما لا شك فيه أن بيت الثقافة قد قام بجهود كبيرة ومشكورة بهذا الصدد.
وفي مصر المتسعة جغرافيًا وبشريًا تحمل العبء الأكبر زميلنا الأستاذ أيمن محمد علي ميدان مندوب المعجم فيها، ثم مدير مكتب المؤسسة هناك، حيث تنقل بين الشمال والجنوب.. وطاف المدن والقرى والنجوع والصحارى من أجل الوصول للشعراء، وتابع النشاطات الثقافية والأماسي الشعرية، من أجل هذه الغاية وكان أن وُفِّق إلى عدد كبيرٍ من الشعراء المصريين والعرب المقيمين أو الزائرين لمصر.
ورغبة من السيد رئيس مجلس الأمناء الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين في إحاطة السادة وزراء الثقافة العرب بحجم العمل الذي تقوم به المؤسسة، وإطلاعهم على قوائم الشعراء الذين انضموا إلى المعجم من بلدانهم وذلك من أجل أن يتمكنوا من معرفة الشعراء الذين تأخروا عن الانضمام والمساعدة في الوصول إليهم لضمهم، فقد أوفد عددًا من أعضاء مجلس الأمناء، وهيئة المعجم لمقابلة أصحاب السمو والمعالي الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي، لتسليم رسائل توضح آخر المستجدات في موضوع المعجم مرفقة بقائمة تضم أسماء المشاركين من الشعراء العرب في كل قطر، فضلاً عن إحصائية عامة للمتقدمين من الشعراء.
وقــد تمــت المــقــــابلات عـلـــى النحــو التــالــي:
1 - مقابلة الرئيس العام لرعاية الشباب في المملكة العربية السعودية - وقد تمت المقابلة يوم السبت 13/11/1993 مع نائبه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز كما أسلفنا سابقاً.
2 - مـقابلة وزير الإعــلام اليماني، وقد تمت المقابلة يوم الثلاثاء 22/3/1994.
3 - مـقابلة وزير الإعلام والثقافة البحريني، 23/3/1994.
4 - مقابلة وزير الثقافة السوداني يوم السبت 26/3/1994.
5 - مقابلة وزير الثقافة المصــري يوم السبت 26/3/1994.
6 - مـقابلة وزير الإعلام والثقافة الإماراتي، يوم السبت 23/3/1994
7 - طلب مـقابلة وزير التراث القومي والثقافة بسلطنة عمان، يوم الإثنين 28/3/1994، وقد أجريت المقابلة مع سعادة محمد الحارثي، وكيل الوزارة نيابة عنه.
8 - مـقابلة وزير الإعلام والثقافة القطري، يوم الثلاثاء 29/3/1994
9 - مـقابلة وزير الثقافة اللبناني، يوم الأربعاء 6/4/1994.
10 - مـقابلة وزير الثقافة الأردني، يوم الخميس 7/4/1994.
11 - مـقابلة وزيرة الثقافة في سورية، يوم الإثنين 11/4/1994
12 - مـقابلة وزير الثقافة التونسي، يوم الخميس 14/4/1994.
13 - مـقابلة مسؤول الثقافة في السلطة الفلسطينية، يوم الجمعة 15/4/1994.
14 - مـقابلة الأستاذ محمد مبارك الميلي مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، يوم الجمعة 15/4/1994، بمقر المؤسسة في تونس.
15 - مقابلة وزير الشؤون الثقافية المغربي، يوم الثلاثاء 19/4/1994.
16 - مقابلة مدير الثقافة والتوجيه الإسلامي بموريتانيا، يوم الخميس 21/4/1994.
17 - طلب مقابلة أمين الثقافة فــي ليبيــا، وقد تسلـــم الرسالة نائبــه السيـــد الشــريــف التــرهوني يوم الإثنين 2/5/1994.
18 - سُلِّمتْ رسالة وزير الثقافة الصومالي لصاحب السعادة سفير الصومال في الكويت.
19 - كما تم إيصال رسالة وزير الثقافة الجيبوتي لسعادة سفير جيبوتي في الرياض.
وقد كانت ردود الفعل عند السادة الوزراء مشجعة جداً، وأعطت المؤسسة دفعة كبيرة للمضي قدمًا في تنفيذ المشروع، حيث ذكر بعضهم في ردّه أنه لو اجتمعت الدول العربية ربما لا تستطيع إصدار مثل هذا المعجم. وبتسليم الرسائل إلى السادة الوزراء تكون المؤسسة قد أدت ما عليها بمختلف السبل..
وفي الاجتماع الثامن لهيئة المعجم الذي عقد بتاريخ 25/5/1994 تم عرض أسماء الباحثين الذين كلفوا بكتابة دراسات المقدمة، وعرض بعض الجوانب الفنية التي تخص المعجم، كما وافق مجلس هيئة المعجم على تمديد فترة جمع الاستمارات، وتخصيص حفل خاص لصدور المعجم يليق به، وتزويد أعضاء مجلس الأمناء بقائمة الشعراء المقبولين في المعجم مرتبة حسب الدول، وأحاط المجلس علماً بنشاط مكتب التحرير، ومكاتب المؤسسة خلال الفترة بين الاجتماعين السابع والثامن لهيئة المعجم، وباختيار الشاعر والناقد الأستاذ عبدالعزيز النعماني ليرأس فريق التصحيح، كما تم وضع خطة لتنظيم عمل فريق التصحيح وتدعيم قسم الكمبيوتر في المؤسسة بجهاز كمبيوتر ثان، وجهاز طباعة ليزر وبرنامجين لغويين.
كما ناقش مجلس هيئة المعجم الخطة المستقبلية لبرنامج عمل مكتب التحرير، وحجم المعجم وعدد أجزائه، حيث تقرر أن يصدر في (6) أجزاء على أن يكون الجزء في حدود (750) صفحة، وأن ينتهي كل مجلد بنهاية حرف أبجدي، بحيث لا يكون هناك قطع بالأحرف الأبجدية بين المجلدات.
وفي نهاية شهر مايو 1994 كانت لجنة الشعر قد عقدت مائة واثنتين من الجلسات فحصت خلالها (3026) استمارة حيث توقف عمل اللجنة، وأسندت صلاحياتها إلى رئيس لجنة الشعر، ولجنة مصغرة من مكتب التحرير تتكون من:
الأستاذ عبدالعزيز السريع - رئيس مكتب التحرير
الدكتور أحمد مختار عمر - نائب رئيس مكتب التحرير.
الدكتور محمد فتوح أحمد - رئيس لجنة الشعر وعضو مكتب التحرير.
بحيث تتولى اللجنة المهام الآتية:
أ - متابعة فحص إنتاج من يرد إنتاجهم إلى المكتب مما كان متوقفًا من قبل.
ب - متابعة فحص ما عسى أن يرد من إنتاج تأخر أصحابه في إرساله نتيجه عدم العلم الدقيق بالمواعيد.
ج - متابعة إنتاج بعض المعروفين من الشعراء الذين تأخروا عن موافاة المعجم بإبداعاتهم.
د ــ متابعة الإخراج الشعري الصحيح لمادة المعجم الشعرية، والتأكد من مطابقة ذلك الإخراج لأصول الكتابة الشعرية، وخصوصاً في الشعر الحر الذي تلعب فيه الوقفات وتوزيعات الأسطر وبدايات الأبيات ونهاياتها دوراً حاسماً في إبراز عناصر الإيقاع وتحقيق الهوية الشعرية.
وفي الفترة من 27/6/1994 - 15 شكلت المؤسسة وفداً قام بزيارة الجماهيرية الليبية للاتصال بالشعراء الليبيين الذين لم ينضموا بعد للمعجم، وقد زار الوفد رابطة الكتاب في طرابلس واجتمع مع أمين عام الرابطة الأستاذ أمين مازن، كما زار الوفد، المؤسسة الصحفية الليبية حيث التقى بعدد من الصحفيين والشعراء الليبيين وطلب منهم دعم مشروع المعجم، وقام بمتابعة شعراء طرابلس في منازلهم عن طريق الاتصالات الهاتفية والمقابلات الشخصية، ثم زار مدينة بنغازي حيث كان في استقبال الوفد الأستاذ سعد نافو أمين الرابطة في بنغازي، وعقد فور وصوله اجتماعاً موسعًا مع شعراء بنغازي واستوفى استماراتهم بعد الرد على كافة الاستفسارات وتوضيح أهداف مشروع المعجم لهم، وتمكن الوفد خلال الزيارة من مقابلة عدد من الشعراء العرب المقيمين في ليبيا وتم ضمهم إلى المعجم. وكانت حصيلة الزيارة للجماهيرية مشجعة وقد أدت إلى توطيد العلاقة بين المؤسسة والهيئات الثقافية والشعراء في ليبيا بعد شرح أهداف المؤسسة.
وفي احتفال توزيع جائزة المؤسسة في دورتها الرابعة