المقدمات

افتتاحية الطبعة الأولى

الحمد لله‮..‬
الحمدُ‮ ‬للهِ‮ ‬الذي‮ ‬هَدانا لهذا،‮ ‬وماكُنّا لِنَهْتديَ‮ ‬لولا أَنْ‮ ‬هدانا الله‮..‬
وصلاة وسلاما على رسوله المصطفى الذي‮ ‬عرف بالفصاحة والبيان،‮ ‬واشتهر بحبه للشعر،‮ ‬وتذوقه له،‮ ‬وإثابته عليه‮. ‬ولعل في‮ ‬موقفه صلى الله عليه وسلم من كعب بن زهير عندما جاء معتذرا عما بدر منه بقصيدته التي‮ ‬مطلعها‮:‬
بانت سعاد فقلبي‮ ‬اليوم متبول
متيَّم إثرها لم‮ ‬يُفد مكبول
لعل في‮ ‬موقفه المعروف منه،‮ ‬وخلعه عليه بردته الشريفة ما‮ ‬يكشف عن مدى حبه صلى الله عليه وسلم للشعر،‮ ‬وتقديره للشعراء‮.‬
ورضوان الله على صحابته الكرام الذين سمعوا الشعر،‮ ‬وطربوا له،‮ ‬وحثوا على دراسته وحفظه،‮ ‬فهذا عمر بن الخطاب‮ ‬يقول لأبي‮ ‬موسى الأشعري‮: «‬مُرْ‮ ‬مَنْ‮ ‬قِبلك بتعلم الشعر،‮ ‬فإنه‮ ‬يدل على مكارم الأخلاق وصواب الرأي‮ ‬ومعرفة الأنساب‮»،‮ ‬وهذا عبدالله بن عباس حبر هذه الأمة‮ ‬يروى شعر عمر بن أبي‮ ‬ربيعة في‮ ‬المسجد الحرام إعجابا بشاعريته،‮ ‬وتقديرا لفنه‮.‬
فلا عجب أن تبارى الرواة والأدباء في‮ ‬حفظ الشعر وروايته،‮ ‬ولا عجب أن تنافسوا في‮ ‬تأليف الكتب التي‮ ‬تتناول طبقات الشعراء،‮ ‬وتعرّف حتى بالمقلين أو المجهولين منهم،‮ ‬أو التي‮ ‬تسجل مختارات من عيون الشعر العربي‮ ‬في‮ ‬شتى فنونه وأغراضه‮. ‬فمن كتب الطبقات والتراجم‮:‬
طبقات فحول الشعراء لابن سلام الجمحي‮ (‬ت‮ ‬231‮ ‬هـ‮).‬
الشعر والشعراء لابن قتيبة‮ (‬ت‮ ‬276‮ ‬هـ‮).‬
طبقات الشعراء لابن المعتز‮ (‬ت‮ ‬296‮ ‬هـ‮).‬
معجم الشعراء للمرزباني‮ (‬ت‮ ‬384‮ ‬هـ‮).‬
يتيمة الدهر للثعالبي‮ (‬ت‮ ‬429‮ ‬هـ‮).‬
ومن كتب المختارات‮: ‬الأصمعيات،‮ ‬والمفضليات،‮ ‬وكتب الحماسة لأبي‮ ‬تمام،‮ ‬والبحتري،‮ ‬وابن الشجري،‮ ‬وغيرهم،‮ ‬وكتب الأمالي،‮ ‬والمجالس،‮ ‬وكتاب الأغاني‮ ‬لأبي‮ ‬الفرج الأصفهاني‮ ‬وعشرات‮ ‬غيرها‮.‬
بل لا عجب أن كان الشعر هو عماد اللغويين الأساسي‮ ‬في‮ ‬تأليف المعاجم،‮ ‬ودراسة قواعد اللغة،‮ ‬حتى أصبح لفظ الشاهد اللغوي‮ ‬إذا أطلق‮ ‬ينصرف إلى شواهد الشعر وحدها،‮ ‬وحتى أصبح اللغوي‮ ‬يمدح لكثرة محفوظاته الشعرية كابن دريد الذي‮ ‬مدحه أبو الطيب اللغوي‮ ‬بقوله‮: ‬وكان أحفظ الناس،‮ ‬وأوسعهم علما،‮ ‬وأقدرهم على الشعر،‮ ‬وقال عنه الخطيب البغدادي‮: ‬وكان‮ ‬يقرأ عليه دواوين العرب فيسابق إلى إتمامها ويحفظها‮.‬
فامتدادا لهذا الاحتفاء الواضح بالشعر أبي‮ ‬الفنون وقمة الإبداع العربي‮ ‬وبالشعراء العرب،‮ ‬واستمراراً‮ ‬لأعمال الأدباء التي‮ ‬دارت حول الشعراء،‮ ‬واحتفظت لنا بنماذج من أشعارهم،‮ ‬جاء معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين الذي‮ ‬نضعه بين أيديكم الآن والذي‮ ‬يعد حلقة في‮ ‬سلسلة إصدارات مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري،‮ ‬وأول عمل موسوعي‮ ‬تتولى المؤسسة صناعته وتأليفه بطريقة ابتكارية لم‮ ‬يسبق إليها تقوم على الجمع الميداني‮ ‬بواسطة شبكة واسعة من المندوبين،‮ ‬ومن خلال الاتصال المباشر بالشعراء،‮ ‬واستكتابهم سيرهم الذاتية،‮ ‬واختيارهم بأنفسهم نماذجهم الشعرية التي‮ ‬يرونها أفضل ما‮ ‬يمثل فنهم الشعري‮.‬
وإذا كان ثمة من ميزة لهذا المعجم عن‮ ‬غيره من المعاجم وكتب الطبقات التي‮ ‬أشرت إليها سالفًا فهي‮ ‬أنه أشمل وأجمع،‮ ‬حيث ضم تراجم ومختارات للشعراء العرب داخل وخارج الوطن العربي،‮ ‬ولم‮ ‬يقصر جهده على منطقة جغرافية دون أخرى،‮ ‬ولم‮ ‬يتدخل في‮ ‬معلومات السيرة الذاتية،‮ ‬بل ترك للشعراء كتابة سيرهم بأنفسهم،‮ ‬واختيار أشعارهم التي‮ ‬تمثلهم،‮ ‬وقد اقتصر جهد جهازنا الفني‮ ‬على توحيد النمط‮.. ‬وإزالة الزوائد من السير الذاتية حيث اكتفت بالمعلومات الضرورية وأخذت من الشعر الذي‮ ‬اختاره الشاعر ما‮ ‬يتفق مع المعايير العامة ويتسع له الحيز‮..‬
ولست أريد أن أتحدث عن مدى الجهد الذي‮ ‬بذل لإتمام هذا العمل،‮ ‬ولا عن أوجه الإنفاق الكثيرة التي‮ ‬صاحبت إنجازه،‮ ‬فليس أصعب على الإنسان من حديثه عن نفسه،‮ ‬وإنما أترك هذا العمل بين أيدي‮ ‬الأدباء والنقاد ليشهدوا هم له،‮ ‬كما شهد هو لنفسه بما التزمه من منهج دقيق،‮ ‬وسار عليه من خطة محكمة،‮ ‬وما وفره من مادة لم‮ ‬يسبق توفيرها لا في‮ ‬القديم ولا في‮ ‬الحديث‮.‬
كما لا أريد أن أوجه الشكر لأحد باسمه من فريق العمل الذي‮ ‬تولى التخطيط للمشروع،‮ ‬وتنفيذه فجميعهم‮ ‬يستحقون الثناء،‮ ‬وكل فرد منهم أدى دوره بإخلاص وتفان حتى اكتمل هذا المعجم،‮ ‬واستوى على سوقه‮.‬
ومع هذا فإن مجلس الأمناء الأول الذي‮ ‬خطط للمشروع،‮ ‬وراقب تنفيذه وتابع خطواته منذ البداية وحتى ما قبل صدوره بقليل‮ ‬يستحق التنويه والإشادة للجهد الوافر الذي‮ ‬بذله،‮ ‬وأذكر علي‮ ‬وجه الخصوص جهود الأستاذ الدكتور محمد زكي‮ ‬العشماوي،‮ ‬والأستاذ الدكتور محمد مصطفى هدارة،‮ ‬والأستاذ الدكتور علي‮ ‬الباز أعضاء مجلس الأمناء السابق،‮ ‬تلك الجهود الخيرة التي‮ ‬نشكرها ونضعها في‮ ‬موضعها من الاعتبار والاحترام،‮ ‬أما الأستاذ الجليل المرحوم الدكتور‮ ‬يوسف خليف،‮ ‬فإننا نذكر اسمه مقرونا بالأسف‮.. ‬فقد تمنينا أن‮ ‬يكون بيننا ليشهد ميلاد المعجم الذي‮ ‬بذل من أجله الكثير‮.. ‬ندعو الله جلت قدرته أن‮ ‬يسكنه فسيح جناته،‮ ‬فقد كان رجلاً‮ ‬فاضلاً‮ ‬وكان من أعلام الثقافة في‮ ‬وطننا العربي‮ ‬الكبير‮.. ‬
وأخيرا أعبر عن سروري‮ ‬البالغ‮ ‬لوضع مؤسستنا اللبنة الأولى في‮ ‬بناء التواصل بين أجيال الشعراء،‮ ‬وعن سعادتي‮ ‬الغامرة بهذه النخبة من شعراء المعجم،‮ ‬وأعتبرني‮ ‬بهذا قد حققت خاطرا طالما راودني،‮ ‬وأحييت أملا كان‮ ‬يخالج نفسي‮ ‬حينما أخلو بها‮.‬
لقد حرصت المؤسسة - بعد مناقشات،‮ ‬واسعة في‮ ‬مجلس الأمناء وهيئة المعجم واللجان الاستشارية المختلفة - أن لا‮ ‬يكون للذوق الخاص أو للاتجاه الفني‮ ‬أو المفاضلة والتمييز مكان في‮ ‬معايير اختيار المشاركين من بين المتقدمين،‮ ‬بل كان الحرص أن‮ ‬يسجل المشهد الشعري‮ ‬العربي‮ ‬بكل ملامحه وتضاريسه وألوانه واتجاهاته،‮ ‬معتبرا ذلك مطلبا لابد أن‮ ‬يلبيه المعجم لصالح الحركة الشعرية العربية ولصالح الشعراء العرب والمهتمين بقضايا الشعر العربي‮ ‬ونقده‮.‬
وإنه من تحصيل الحاصل القول بأن النماذج المختارة للشاعر قد لاتكون معبرة تعبيرا كافيا عن تجربته وقيمته الفنية لكنها تعطي‮ ‬مؤشرا لابد منه،‮ ‬وللقارىء المهتم بالاستزادة بعد ذلك،‮ ‬أن‮ ‬يسعى للحصول على مجمل إنتاج الشاعر أو بعض ذلك الإنتاج في‮ ‬سوق الكتاب،‮ ‬فقد عرَّف المعجم،‮ ‬من خلال سيرة الشاعر،‮ ‬بدواوينه الشعرية ومؤلفاته وما كتب عنه‮.. ‬لقد سعى معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين لجميع الشعراء على اختلاف مستوياتهم وأعلن عبر كل الوسائل ومنها الاتصال الهاتفي‮ ‬واللقاء الشخصي،‮ ‬فإن أخفق في‮ ‬تحقيق الكمال فإن الكمال لله وحده ولا أحد‮ ‬يجرؤ على ادعائه‮.. ‬لكننا بذلنا الجهد ما وسعنا ذلك والحمد لله‮.‬
وفي‮ ‬النهاية فإنني‮ ‬أطلب المعذرة من الشعراء الذين كاتبونا،‮ ‬ولم ترد أسماؤهم ضمن شعراء المعجم،‮ ‬إما لأن نماذجهم الشعرية لم تتطابق مع معايير الاختيار التي‮ ‬وضعها مجلس أمناء المؤسسة وهيئة المعجم،‮ ‬أو لعدم كفاية ما أرسلوه من نماذج،‮ ‬أو لنقص المعلومات عنهم،‮ ‬أو لتأخرهم في‮ ‬الكتابة إلينا،‮ ‬وموعدنا مع هؤلاء أو بعضهم في‮ ‬الطبعة الثانية من المعجم بعد أن قر رأي‮ ‬المؤسسة على إنشاء هيئة دائمة لشؤون المعجم،‮ ‬والعمل على استدراك ما قد‮ ‬يكون ند عن فريق العمل،‮ ‬وتحديث المعلومات أولا فأولا‮.‬
والله‮ ‬يوفقنا،‮ ‬ويسدد خطانا،‮ ‬ويجعل ثوابنا متصلا بعد انقطاع أعمالنا باحتسابه - تعالى - هذا العمل من العلم الذي‮ ‬يُنتفع به‮.‬
إنه سميع مجيب‮.‬
عبدالعزيز سعود البابطين

بين‮ ‬يدي‮ ‬الطبعة الثانية
‮ ‬
أصدرت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري‮ ‬الطبعة الأولى من‮ «‬معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين‮» ‬عام ‮٥٩٩١ ‬بعد عمل دؤوب استمر ما‮ ‬يقرب من خمس سنوات‮.‬
وقد كان رجع الصدى لصدور هذا المعجم مدوياً،‮ ‬حيث استقبله جمهور المثقفين والأدباء والشعراء بترحاب بالغ،‮ ‬وتقدير فائق مما أثلج صدورنا،‮ ‬وأمدنا بطاقة متجددة،‮ ‬وجعلنا نشعر بقيمة الصدق في‮ ‬العمل،‮ ‬والإخلاص في‮ ‬الأداء‮.‬
وقد تابعت المؤسسة‮ - ‬بكل الحب والصدق‮ - ‬ما تفضل به صفوة المثقفين والأدباء العرب من ملاحظات وتعليقات،‮ ‬سواء من خلال الرسائل المباشرة إلى رئيس المؤسسة،‮ ‬أو أمينها،‮ ‬أو ما نشر في‮ ‬الصحف والمجلات،‮ ‬أو ما أذيع في‮ ‬الأجهزة المسموعة والمرئية،‮ ‬أو ما أثير من خلال الاحتفالات والندوات‮ - ‬وأخذتها جميعها بعين الاعتبار،‮ ‬وكانت هي‮ ‬الحافز لها إلى إصدار الطبعة الثانية من المعجم،‮ ‬كما كانت المرشد والموجه فيما أدخلته من تعديلات،‮ ‬وما تداركته من نواقص،‮ ‬وقد تضمنت معظم التعليقات والإشارات،‮ ‬الكثير من عبارات المديح والثناء التي‮ ‬نتجاوزها،‮ ‬ونركز فقط على ما حوته من جوانب موضوعية،‮ ‬وتنبيه إلى مواضع التميز في‮ ‬هذا العمل،‮ ‬ونلخصها فيما‮ ‬يأتي‮:‬
‮١‬ ‮-‬ أنه عمل‮ ‬غير مسبوق من ناحية الجمع،‮ ‬والتوثيق،‮ ‬والدقة،‮ ‬والمنهجية‮.‬
‮٢‬ ‮-‬ أنه‮ ‬يسد فراغاً‮ ‬في‮ ‬المكتبة العربية،‮ ‬ويقدم خدمة للباحث والأديب والشاعر لا‮ ‬يغني‮ ‬عنه فيها أي‮ ‬عمل آخر‮.‬
‮٣‬ ‮-‬ أنه‮ ‬غطى خريطة العالم العربي،‮ ‬وزاد عليها بعض الشعراء الذين‮ ‬يعيشون خارج المنطقة العربية،‮ ‬ولهم شعر بالعربية،‮ ‬مما جعله سجلاّ‮ ‬شاملاً‮ ‬لشعر هذه الفترة،‮ ‬ومرجعاً‮ ‬مهماً‮ ‬لكل باحث ودارس للشعر العربي‮ ‬المعاصر‮.‬
‮٤‬ ‮-‬ أنه حشَدَ‮ ‬بين دفتيه أكبر عدد من الشعراء تم حشده في‮ ‬عمل واحد،‮ ‬وأنه بهذه الصورة لم‮ ‬يسبق له نظير في‮ ‬تاريخ أدبنا العربي‮.‬
‮٥‬ ‮-‬ أنه أفسح المجال للشعراء الناشئين الواعدين،‮ ‬وترجم لهم جنباً‮ ‬إلى جنب مع عمالقة الشعراء،‮ ‬فأزال الحواجز المصطنعة بين الأجيال،‮ ‬ونقل إلى دائرة الضوء أعداداً‮ ‬كبيرة من الشعراء كانوا‮ ‬غائبين عن منطقة الوعي‮ ‬والإدراك والمتابعة‮.‬
‮٦‬ ‮-‬ أنه حوى قطوفاً‮ ‬من إبداعات الشعراء إلى جانب سيرهم وأخبارهم‮.‬
‮٧‬ ‮-‬ أنه اتبع منهجاً‮ ‬يعتمد على تقدم الشاعر بنفسه إلى المؤسسة عن طريق ملء نموذج معد لذلك،‮ ‬مسجلاً‮ ‬سيرته الذاتية،‮ ‬ومختاراً‮ ‬لنماذجه الشعرية،‮ ‬وهذه نظرة جديدة خالفت المألوف في‮ ‬المعاجم وكتب التراجم القديمة‮.‬
‮٨‬ ‮-‬ أنه‮ ‬يمثل ريادة توثيقية لم‮ ‬يسبق لها مثيل،‮ ‬فضلاً‮ ‬عن كونه‮ ‬يكتسب أهميته من خصوصيته النابعة من استقلاليته،‮ ‬وعدم خضوعه لمؤثرات سياسية،‮ ‬أو مؤسسية،‮ ‬أو حكومية،‮ ‬ورصده لحركة الشعر المعاصر بتياراتها المتعددة،‮ ‬منذ بداية القرن الماضي،‮ ‬وحتى تاريخ صدوره‮.‬
‮٩‬ ‮-‬ كما أنه قد استنفد كل وسائل الاتصال الممكنة بالشعراء وبالنوادي‮ ‬والمؤسسات الأدبية مستخدماً‮ ‬في‮ ‬ذلك وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية،‮ ‬والمراسلات،‮ ‬والاتصالات الشخصية،‮ ‬ومستعيناً‮ ‬بشبكة المندوبين التي‮ ‬توزعت في‮ ‬معظم أرجاء العالم‮.‬
‮٠١‬ ‮-‬ وهو أخيراً‮ - ‬وليس آخراً‮ - ‬قد راعى التميز في‮ ‬جانب الشكل فصدر في‮ ‬طبعة أنيقة ملونة،‮ ‬وعلى ورق فاخر،‮ ‬وبغلاف سميك فجمع بين تميز الشكل،‮ ‬وتميز المضمون‮.‬
ولأن مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري‮ ‬لا تؤمن بسياسة التوقف تحت ادعاء الكمال،‮ ‬ولا تستنكف عن نقد نفسها بنفسها،‮ ‬فقد رأت أن تقوم قبل التفكير في‮ ‬إصدار طبعة ثانية من المعجم بمراجعة شاملة لكل تراجم المعجم،‮ ‬مستعينة بما لديها من خبراء ومدققين،‮ ‬ومسترشدة بما جمعه فريق العمل بها من ملاحظات الأدباء والشعراء،‮ ‬ووضعت كل ذلك أمام مجلس الأمناء في‮ ‬اجتماعه الخامس عشر بتاريخ ‮١٣/٠١/٧٩٩١‬،‮ ‬الذي‮ ‬أصدر قراره بالموافقة على إصدار الطبعة الثانية وتشكيل مكتب تحرير المعجم،‮ ‬كما أصدر رئيس مجلس الأمناء قراره بالتشكيل الجديد في‮ ٣٢/٢/٩٩٩١ ‬لكل من مكتب تحرير المعجم،‮ ‬ولجنة الشعر‮.‬
وعقب موافقة مجلس الأمناء مباشرة أعلن عن فتح باب التقدم للطبعة الثانية،‮ ‬وحدد آخر موعد لتلقي‮ ‬الاستمارات ‮١٣/٠١/٠٠٠٢‬،‮ ‬ثم مُدّد إلى ‮١٣/٥/١٠٠٢ ‬لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد ممكن من الشعراء أن‮ ‬يتقدموا بطلباتهم ونماذجهم الشعرية‮.‬
ومنذ حلت ساعة الصفر بدأ فريق العمل المختص بالمؤسسة في‮ ‬إعداد مسوّدة المعجم،‮ ‬واستمر العمل ما‮ ‬يقرب من أربع سنوات أمكن خلالها إنجاز ما‮ ‬يأتي‮:‬
‮١‬ ‮-‬ عَقد مكتب التحرير خمسة اجتماعات لمتابعة العمل،‮ ‬ومراجعة ما‮ ‬يتم منه أولاً‮ ‬فأولاً،‮ ‬والنظر في‮ ‬المنهجية المتبعة على ضوء ما‮ ‬يستجد من معلومات،‮ ‬وما‮ ‬يتكشف من سلبيات‮.‬
‮٢‬ ‮-‬ عَقدت لجنة الشعر ستّاً‮ ‬وعشرين جلسة درست فيها نماذج شعرية لـ‮ (3421) شاعراً،‮ ‬أجازت الصالح منها‮.‬
‮٣‬ ‮-‬ واستمرت خلية النحل‮ - ‬الممثلة بالسيدين عدنان بلبل الجابر وجمال البيلي‮ - ‬في‮ ‬مكتب الأمانة العامة تؤدي‮ ‬عملها بكل تفان وإخلاص،‮ ‬فتولت ما‮ ‬يأتي‮:‬
أ‮ - ‬استقبال الاستمارات القادمة من مكاتب المؤسسة في‮ ‬القاهرة،‮ ‬وتونس،‮ ‬وعمان،‮ ‬أو عن طريق البريد المباشر،‮ ‬وقد بلغ‮ ‬عدد المتقدمين الجدد‮ ‬1228‮ ‬شاعراً‮ ‬أجيز منهم‮ ‬291‮ ‬شاعراً‮ ‬ورفض الباقون‮ (‬انظر الإحصائية الشاملة للمتقدمين‮).‬
ب‮ - ‬أرشفة هذه الاستمارات وترتيبها،‮ ‬وإعداد قوائم إحصائية بها‮.‬
ج‮ - ‬حصر نواقص الطبعة الأولى من قصائد بخط اليد،‮ ‬أو صور شخصية،‮ ‬أو‮ ‬غير ذلك‮.‬
د‮ - ‬إضافة ما‮ ‬يتم الحصول عليه من معلومات في‮ ‬السيرة الذاتية،‮ ‬أو النماذج الشعرية،‮ ‬وتقويم ما ندّ‮ ‬عن نظر فريق العمل في‮ ‬الطبعة الأولى‮.‬
وقد سار العمل في‮ ‬الطبعة الثانية على النحو التالي‮:‬
أ ‮-‬ بعد صدور نتائج لجنة الشعر،‮ ‬ترسل نسخة من استمارات الشعراء المجازين للدكتور أحمد مختار عمر،‮ ‬ليقوم بتحرير السير الذاتية لهؤلاء المجازين،‮ ‬وتحول بعد ذلك إلى قسم الكمبيوتر لتتم طباعتها،‮ ‬ثم مراجعتها من قبل الأستاذ عدنان بلبل الجابر‮.‬
ب ‮-‬ ترسل هذه الاستمارات بعد ذلك إلى د‮. ‬أحمد مختار عمر،‮ ‬ود‮. ‬محمد فتوح أحمد،‮ ‬للنظر فيها،‮ ‬ووضع ملاحظاتهما عليها،‮ ‬ومن بعدهما إلى د‮. ‬الشطي‮ ‬ود‮. ‬علي‮ ‬الباز لتدقيقها‮.‬
ج ‮-‬ بالنظر إلى ما وصل المؤسسة من ملاحظات وتصويبات،‮ ‬وطلب تعديل أو تحديث بعض المعلومات على الطبعة الأولى،‮ ‬فقد قام الباحث في‮ ‬الأمانة العامة الأستاذ عدنان بلبل الجابر وعاونه في‮ ‬ذلك الأستاذ جمال البيلي،‮ ‬بالتصويب والتعديل على نسخة من نسخ المعجم خصصت لهذا الأمر ثم قام كل من الدكتورين أحمد مختار عمر،‮ ‬ومحمد فتوح أحمد،‮ ‬بمراجعة ما تم بهذا الصدد‮.‬
د ‮-‬ يلقي‮ ‬النظرة الفاحصة الأخيرة عليها ويراجعها قبل الإذن بالطبع رئيس مكتب التحرير الأمين العام السيد عبدالعزيز السريع‮.‬
وقد ضمت التعديلات الجديدة التي‮ ‬أجريت على الطبعة الثانية من المعجم العناصر التالية‮:‬
‮١‬ ‮-‬ استبدال القصيدة أو تعديلها إذا كانت مجتزأة بصورة تخل بوحدتها‮.‬
‮٢‬ ‮-‬ استبدال بعض النماذج الشعرية‮ - ‬حسب اقتراح الشاعر أو لجنة الشعر‮ - ‬ولكن في‮ ‬نطاق ضيق،‮ ‬وبما‮ ‬يسمح به الحيز المتاح‮.‬
‮٣‬ ‮-‬ إضافة عناوين الدواوين الشعرية الجديدة التي‮ ‬صدرت بعد صدور الطبعة الأولى من المعجم‮.‬
‮٤‬ ‮-‬ إثبات سنة الوفاة بالنسبة للشعراء الذين توفوا بعد صدور الطبعة الأولى،‮ ‬مع التسليم بأن حصر هذه الأسماء أمر في‮ ‬منتهى الصعوبة‮.‬
‮٥‬ ‮-‬ حذف أربعة شعراء وردت أسماؤهم في‮ ‬الطبعة الأولى بعد أن ثبت للمؤسسة أنهم قد توفوا قبل تاريخ البدء في‮ ‬عمل المعجم عام‮ 1991،‮ ‬مما‮ ‬يعني‮ ‬أنهم لم‮ ‬يتقدموا بأنفسهم حسبما‮ ‬يقتضي‮ ‬المنهج وأن أحداً‮ ‬من أقاربهم أو أصدقائهم تولى ذلك‮.. ‬انظر صفحة‮ (‬504‮) ‬وصفحة‮ (‬684‮) ‬من المجلد الثاني‮ ‬وصفحة‮ (‬846‮) ‬من المجلد الثالث وصفحة‮ (‬792‮) ‬من المجلد الرابع وصفحة‮ (‬192‮) ‬من المجلد الخامس من الطبعة الأولى‮.‬
‮٦‬ ‮-‬ حذف اسم شاعرة لأنها انتحلت أشعاراً‮ ‬لغيرها ونسبتها إلى نفسها‮.‬
‮٧‬ ‮-‬ حذف أسماء الدواوين التي‮ ‬ذكر أصحابها في‮ ‬الطبعة الأولى أنها مخطوطة،‮ ‬أو تحت الطبع،‮ ‬ولم‮ ‬يبلغوا المؤسسة أنها قد طبعت فعلاً‮ ‬خلال السنوات الخمس التي‮ ‬أعقبت صدور المعجم‮.‬
وتتميز الطبعة الثانية إلى جانب ما سبق بما‮ ‬يأتي‮:‬
‮١‬ ‮-‬ مخاطبة بعض الأعلام الذين خلا المعجم في‮ ‬طبعته الأولى من أسمائهم،‮ ‬وقد استجاب معظمهم لطلب المؤسسة‮.‬
‮٢‬ ‮-‬ إضافة‮ ‬291‮ ‬شاعراً‮ ‬إلى عدد شعراء الطبعة الأولى الذي‮ ‬بلغ 1640 شاعراً،‮ ‬وبذا صار المجموع‮ ‬1931‮ ‬شاعراً‮ (‬انظر الإحصائية الشاملة‮).‬
‮٣‬ ‮-‬ إدخال إضافات أو تعديلات على عدد من السير الذاتية،‮ ‬أو النماذج الشعرية‮ (‬انظر البيان المرفق‮).‬
‮٤‬ ‮-‬ إضافة بعض الفهارس المفيدة مثل فهرس الشعراء المضافين للطبعة الثانية‮.‬
‮٥‬ ‮-‬ إعادة النظر في‮ ‬أبحاث المعجم التي‮ ‬جاء بعضها مجتزأ عن طريق ضم بعض البلاد العربية إلى جاراتها،‮ ‬وبذلك تقرر فصل الشعر في‮ ‬سورية عنه في‮ ‬لبنان،‮ ‬كما أجرى بعض الباحثين تعديلات هدفها تطوير أبحاثهم،‮ ‬وجعلها أكثر موضوعية ودقة،‮ ‬وقد اقتصر ذلك على أبحاث‮ (‬المغرب،‮ ‬والمملكة العربية السعودية،‮ ‬والعراق وعمان‮).‬
‮٦‬ ‮-‬ إصدار الفهارس في‮ ‬جزء مستقل تيسيراً‮ ‬على الباحث عند إرادة الحصول على المعلومة التي‮ ‬يريدها،‮ ‬مع تزويد كل مجلد بفهرس خاص به‮.‬
ويبقى لنا في‮ ‬النهاية أن نبشِّر الباحثين والأدباء بأن المؤسسة تزمع أن تصدر هذه الطبعة في‮ ‬قرص مدمج‮ ‬CD - Rom‬،‮ ‬‬وأنها بصدد إعداد موقع لنشاطها على شبكة الإنترنت‮.‬
واللــه ولـــي‮ ‬التــوفيـــق

الطبعة الثالثة

لم يدر في أخلادنا عندما شمَّرنا عن سواعدنا لإصدار الطبعة الأولى لمعجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين - الذي رأى النور في خريف 1995 في مجلدات ستة ضمت بين دفافها 1640 شاعرًا، أننا سننهض بتكاليف جديدة، وأن يبلغ المعجم هذا المبلغ، وأن تتوالى طبعات أخرى ترفده وتعضده كما تصب في النهر روافده فتزيده اندفاعًا وتأثيرًا أعمق في مجراه وفيما حوله من ضفاف، وقد كانت موافقة مجلس الأمناء في اجتماعه الخامس عشر بتاريخ 31/10/1997، وإصدار الأستاذ رئيس المؤسسة قراره بتشكيل جديد لكل من مكتب التحرير ولجنة الشعر إيذانًا ببدء العمل للطبعة الثانية التي أنجزت وتم صدورها عام 2002 بسبعة مجلدات وبلغ المجموع الكلي للشعراء الذين انضووا تحت سقف هذا المعجم وقتها 1946 شاعرًا، لكننا ودون أن نفيء إلى ظلال الراحة، رحنا نعدُّ لطبعة جديدة بعد أن أعطى مجلس الأمناء شارة البدء فيها في جلسته الثالثة والثلاثين المنعقدة في الكويت بتاريخ 1/2/2009 برئاسة الأستاذ عبدالعزيز سعود البابطين رئيس المجلس.
وقد تأخر صدورها لأننا كنا نستأتي إصدار «معجم البابطين لشعراء العربية في القرنين التاسع عشر والعشرين» الذي صدر عام 2008، هذا المعجم الذي استدعى بذل جهود هائلة نهضت بها فرق مختصة متعددة في الكويت وفي شتى أنحاء الوطن العربي والعالم.
كما رافق ذلك خلال الفترة نفسها إصدار المؤسسة لسلسلة من الكتب والدواوين الشعرية وهو دأبها وما انتهجته في عملها لخدمة الحركة الثقافية والأدبية العربية منذ تأسيسها، كل ذلك أدى إلى امتداد الفترة الفاصلة بين الطبعتين الثانية والثالثة وإرجائها إلى موعدها الحالي.
وعقد الأمين العام غير اجتماع في مقر الأمانة العامة بخصوص الطبعة الثالثة لبدء العمل التنفيذي لها بحضور كل من الدكتور محمد مصطفى أبوشوارب نائب الأمين العام لشؤون البحوث والدراسات، والأستاذ عدنان جابر مساعد المشرف على المعجم، والأستاذ جمال البيلي المنسق العام للمعجم، وبعد مناقشات متكررة ثم الاتفاق على تشكيل لجنتين إحداهما لإجازة الشعراء ولاختيار الأشعار وهي (لجنة الشعر)، والأخرى لكتابة مادة التحرير وهي (لجنة التحرير).
لجنة الشعر تضم كلاً من:
1 - أ. عبدالعزيز السريع رئيسًا
2 - د. محمد مصطفى أبوشوارب عضوًا
3 - أ. عبدالمنعم سالم عضوًا
4 - أ. جمال البيلي منسقًا
لجنة التحرير تضم كلاً من:
أ. عدنان بلبل الجابر محررًا ومراجعًا للتحرير
أ. عبدالمنعم سالم محررًا ومراجعًا للتحرير
أ. أحمد فضل شبلول محررًا
وبدأت اللجان في عملها على النحو الآتي:.
أولًا: استمر العمل بالوتيرة نفسها لإصدار هذه الطبعة منطلقين من المعايير الفنية نفسها التي اعتُمِدت في الطبعتين السابقتين ونُذكِّر باقتضاب إلى أنه قد طلب من الشعراء المتقدمين أن يكتبوا تراجمهم بأيديهم، كما يقومون باختيار نماذجهم الشعرية التي يرشحونها ويرونها الأفضل للنشر في المعجم، لتقوم اللجنة الفنية (لجنة الشعر) بدراستها وتقويمها.
ثانيًا: تم توجيه رسائل إلى المكاتب والمندوبين في شتى أنحاء الوطن العربي والعالم مع نشر إعلانات في الصحف والمجلات وعلى موقع المؤسسة الإلكتروني لمن يرغب من الشعراء التقدم للطبعة الثالثة، كما طلب من شعراء الطبعتين الأولى والثانية تزويد مكتب التحرير بأي استدراكات على معلوماتهم السابقة.
ثالثًا: واصلت لجنة الشعر عقد جلسات أسبوعية لمناقشة نتائج ما توصل إليه كل عضو من الأعضاء لإثبات النتيجة النهائية لمدى قبول الشاعر من عدمه بعد الاتفاق على ذلك، والمجاز في هذا الاجتماع يحال إلى لجنة التحرير لتحرير المادة.
رابعًا: عقدت لجنة الشعر اثنتين وثلاثين جلسة حيث درست خلالها (746) شاعرًا، أجازت منهم (568) شاعرًا، ورفضت (178).
خامسًا: تولى تحرير السير الذاتية للشعراء المجازين كل من الدكتور محمد حسن عبدالله، والأساتذة عدنان بلبل الجابر، وعبدالمنعم سالم، وأحمد فضل شبلول.
كما قام بالمراجعة والتدقيق على الطباعة كل من الأساتذة عدنان بلبل الجابر، وعبدالمنعم سالم، وحسيب محمد تقي وكانت النظرة الفاحصة الأخيرة للدكتور محمد مصطفى أبوشوارب نائب الأمين العام والمستشار العلمي للمعجم، أما مهمة التنسيق والمتابعة والأرشفة فقد تكفل بها الأستاذ جمال البيلي، حيث دأب على التنسيق بين مكتب التحرير ومكاتب المؤسسة ومندوبيها، فضلًا عن متابعة الشعراء بهدف استكمال النواقص إن وجدت.
ولا مراء بأن الغاية السامية للمؤسسة ورئيسها من صدور معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين في طبعاته المختلفة هو تسليط الضوء على شعراء المرحلة بمستوياتهم المختلفة، بما يتيح للدارسين والنقاد مادة للبحث والكشف وبما يزودهم إلى جانب الإنتاج الشعري للشعراء معلومات دقيقة عن هؤلاء الشعراء عبر تراجمهم المرفقة.
وهنا لابد من الإشادة بالأستاذ عبدالعزيز السريع الذي ما فتئ يبذل جهدًا مخلصًا لإخراج هذه الطبعة بالشكل الذي يرضي الله ثم أهل الثقافة والإبداع الشعري صابًّا فيها كل ما لديه من طاقة وجهد حتى تكون على أكمل وجه.
وفي ختام هذا المهاد نود توجيه التحية والشكر الخالصين لكل من أسهم في إعداد هذه الطبعة وبخاصة الزملاء أعضاء قسم الكمبيوتر وعلى رأسهم الأخ أحمد متولي، وأحمد جاسم، وعلاء محمود الذين عملوا بصمت دون كلل أو ملل في طباعة وإخراج هذه الطبعة باذلين جهدًا مخلصًا على الرغم من حجم العمل الكبير الموكل إليهم.
والــلــه مــن وراء الــقــصــد أولًا وآخـــرًا،،،
الأمـانة العامـة للمؤسسة


Top